للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستطع النهوض حتّى أخذوا بضبعيه فرَقَوا به المنبر، فلم يقدر على الصعود حتّى أصعدوه، فجلس طويلًا لا يتكلّم، فلمّا رآهم رجاء جلوسًا قال: ألا تقومون إلى أمير المؤمنين فتبايعوه؟ قال: فنهض القوم إليه فبايعوه رجلًا رجلًا … ) (١).

وسليمان بن عبد الملك كان قد قرب عمر بن عبد العزير وجعله مستشارًا له، فقد روى أبو زرعة بسنده: (كانت خلافة سليمان بن عبد الملك كأنها خلافة عمر بن عبد العزيز، كان إذا أراد شيئًا، قال له: ما تقول يا أبا حفص؟ قالا جميعًا) (٢).

وأما عن آخر ما تلفظ به الخليفة سليمان بن عبد الملك فقد ذكرت الرواية أنه تمثل بالبيت الذي سبق، ومعناه أنه تمنى أن يكون له بنون كبار حتى يوليهم الخلافة، ويعني هذا أنه اضطر لتولية عمر بن عبدالعزيز؛ لأنه لم يجد من يوليه من أبنائه لصغر سنهم.

ويرد على ذلك بأن هذا لم يرد عنه بسند صحيح (٣)، وقد ذكر ابن كثير تمثل سليمان بهذا البيت في آخر ما تكلم به وقال: (والصحيح أن آخر ماتكلم به أن قال: (اللهم إني أسألك منقلبًا كريمًا ثم قضى) (٤).

وروى ابن أبي الدنيا عن بعض أهل العلم أن ما تلفظ به سليمان بن عبد الملك هو قوله: (أسألك منقلبًا كريمًا) (٥).


(١) الجليس الصالح ٤٩٧. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٤٥/ ١٥٩. الذهبي: تاريخ الإسلام ٧/ ١٩٢.
(٢) التاريخ ١٩٣.
(٣) ذكر البلاذري: الأنساب ٧/ ٢٦٩ أن سليمان تمثَّل بهذين البيتين عن وفاته، من طريق المدائني.
(٤) البداية والنهاية ٩/ ٢٠٥.
(٥) المحتضرين ٨٠. والمبرد: التعازي ٢٣٠.

<<  <   >  >>