للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُتِلَ، وقد كان يتولى مقدمة الحسن -رضي الله عنه- (١).

- الثاني: أن السبب هو الخطبة (٢)؛ لأن الحسن -رضي الله عنه- كشف عن نيته الصلح مع معاوية -رضي الله عنه-، وهذا يتعارض مع عزم العسكر على مكاشفة أهل الشام؛ ولذلك فعلوا ما فعلوا به -رضي الله عنه-، ولعل هذا هو الأقرب، والله أعلم.

ثم ذكر صاحب الكتاب زيادةً وتحريفًا في الخطبة لا يصح عن الحسن -رضي الله عنه- وهي قوله: (وأرى أكثركم قد نكل عن الحرب، وفشل عن القتال، ولست أرى أن أَحْمِلَكُم على ما تكرهون).

وهذا يعني أن الحسن -رضي الله عنه- يريد القتال لو وَجَدَ مَنْ يسانده في ذلك، وهذه الزيادة انفرد بها صاحب الكتاب.

وهذا مخالف لما جاءت به المصادر التي أوردت هذه الخطبة مثل البلاذري والأصفهاني، فقد ورد فيها قول الحسن -رضي الله عنه-: (إني أرجو أن أكون أنصح خَلْقِهِ لِخَلْقِهِ، وما أنا محتمل على أحد ضغينة ولا حقدًا، ولا مريد به غائلة ولا سوءًا، ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة، ألا وإني ناظر لكم خيرًا من نظركم لأنفسكم فلا تخالفوا أمري، ولا تردوا عليّ، غفر اللّه لي ولكم) (٣).

ثم إنه ذكر أن الذين انتهبوا الحسن -رضي الله عنه- هم من الخوارج، وقد انفرد بهذا


(١) ابن سعد: الطبقات ١/ ٣٢١ (ت د. محمد السلمي)، الطبري: التاريخ ٥/ ١٥٩.
(٢) البلاذري: الأنساب ٣/ ٣٥.
(٣) البلاذري: الأنساب ٣/ ٣٤. الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ٧١.

<<  <   >  >>