للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدعاة بخراسان قدموا للحج، وقدم معهم قحطبة بن شبيب (١)، وكان ممن بايعهم، وشايعهم على أمرهم، فجعلوا طريقهم على مدينة واسط، ودخلوا الحبس، فلقوا من كان فيه من الشيعة، فرأوا أبا مسلم، فأعجبهم ما رأوا من هيأته، وفهمه، واستبصاره في حب بني هاشم.

ونزل هؤلاء النفر بعض الفنادق بواسط، فكان أبو مسلم يختلف إليهم طول مقامهم حتى أَنِسَ بهم، وأَنِسُوا به، فسألوه عن أمره. فقال: إن أمي كانت أَمَةً لعمير بن بطين العجلي (٢)، فوقع عليها، فحملت بي، فباعها، وهي حامل، فاشتراها عيسى، ومعقل، ابنا إدريس، فولدت عندهما، فأنا كهيئة المملوك لهما.

ثم إن النفر شخصوا من واسط، وأخذوا نحو مكة على طريق البصرة، فوصلوا إلى مكة، وقد وافاها الإمام محمد بن علي حاجًّا، فلقوه، وسلموا عليه، وأخبروه بما غرسوا به في جميع خراسان من الغرس، ثم أخبروه بممرهم بواسط، ودخولهم على إخوانهم المحبوسين بها.

ووصفوا له صفة أبي مسلم، وما رأوا من ذكاء عقله وفهمه، وحسن بصره، وجودة ذهنه، وحسن منطقه. فسألهم: أحر هو أم مملوك؟.

فقالوا: أما هو، فيزعم أنه ابن عمير بن بطين العجلي (٣)، وكانت قصته كيت وكيت، ثم فسروا له ما حكى لهم من أمره.

فقال: إن الولد تبع للأم، فإذا انصرفتم فاجعلوا ممركم بواسط، فاشتروه،


(١) قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان الطائي، أحد نقباء بني العباس ومن قوادهم، أصابته طعنة في وجهه فهلك بالفرات سنة ١٣٢ هـ. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٤٩/ ٢٩٧.
(٢) لم أقف على ترجمة له.
(٣) لم أقف على ترجمة له.

<<  <   >  >>