للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وابعثوا به إلى الحميمة من أرض الشام، لأجعله الرسول فيما بيني وبينكم، على أني أحسبكم لا تلقوني بعد عامي هذا، فإن حدث بي حدث فصاحبكم ابني هذا يعني إبراهيم فاستوصوا به خيرًا، فإني سأوصيه بكم خيرًا.

فانصرف القوم نحو خراسان، ومروا بواسط، ولقوا عيسى، ومعقل ابني إدريس، فأخبروهما بحاجة الإمام إلى أبي مسلم، وسألوهما بيعه منهم. فزعموا، أنهما وهباه لهم.

فوجه به القوم إلى الإمام، فلما رآه تفرس فيه الخير، ورجا أن يكون هو القيم بالأمر، لعلامات رآها فيه، قد كانت بلغته، فجعله الرسول فيما بينه وبينهم، فاختلف إليهم مرارًا كثيرة) (١).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٢) مطولًا، والطبري (٣) مختصرًا.

• نقد النص:

أورد صاحب الكتاب في هذه الرواية خبر أبي مسلم وبداية انضمامه للدعوة العباسية، وقد أطال في هذا كما سيأتي، وقد أولاه عناية خاصة لم يسبق أن اعتنى بأحد في كتابه هذا كعنايته به، وذلك يدل على إعجاب به، ويضاف إلى شعوبيته.

أما عن الخبر في أصل أبي مسلم وبداية انضمامه للدعوة، فلم يكن واضحًا فقد اختلفت الروايات في ذلك ومما ورد في أصله:

- أن اسمه عبد الرحمن بن مسلم، من أهل ضياع بني معقل العجليين في أصفهان، وكان إدريس وعيسى ابنيّ معقل قد سجنا بالكوفة بسبب الخراج،


(١) الأخبار الطوال ٣٣٧، ٣٣٨.
(٢) الأنساب ٤/ ١١٨.
(٣) التاريخ ٧/ ١٩٨.

<<  <   >  >>