للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان أبو مسلم معهما للخدمة، وفي ذلك السجن عاصم بن يونس العجلي (١) فمر به سليمان بن كثير وهو خارج بمن معه للكوفة فسمع أبو مسلم كلامهم فأعجبه ذلك وطلب الانضمام إليهم.

وقيل: إن أبا مسلم لبعض أهل هراة أو بوشنج فقدم مولاه على الإمام فأعجبه عقله فابتاعه منهم ومكث عنده سنين ثم وجهه إلى خراسان.

وقيل: كانت أُمَهُ أَمَةَ لبني معقل، وكان أبوه من أهل ضياعهم فأتى الكوفة معهم فابتيع للإمام، وذكر أن أباه من أهل بابل (٢) أو خطرانية (٣) وكيلًا للعجليين وكان اسمه زاذان بن بنداد هرمز وأُمْهُ وشيكة فقدم العراق مع عيسى بن معقل، فكان يخدمه في سجن الكوفة، فسمع ناسًا من الشيعة فمال إليهم، وزعم قوم أن اسمه إبراهيم واسم أبيه عثمان وأنه من ولد كسرى وأن الإمام كان يبعثه إلى خراسان (٤).

[٢٢٥]- (ثم توفي الإمام محمد بن علي، فقام بالأمر بعده ابنه إبراهيم بن محمد، وكان أكبر ولده، فأمر أبا مسلم أن يسير إلى الدعاة بالعراق، وخراسان، فيعلمهم وفاة الإمام، وقيامه بالأمر من بعده.

فسار حتى وافى العراق، ولقي أبا سلمة، ومن كان معه من الشيعة، فأخبرهم بما أمره به.


(١) عاصم بن يونس، قيل: العجلي أو أنه مولى بني عجل، اختلف في سبب حبسه بالكوفة، فقيل: إنه بسبب دم، وقيل: إنه اتهم بالدعاء لبني العباس، وذلك سنة ١٢٤ هـ. أخبار الدولة العباسية ١٩٨، الطبري: التاريخ ٧/ ١٩٨.
(٢) بابل: هي مدينة العراق القديمة التي فيها حدائق بابل المعلقة، وقد اندثرت بابل وبقي آثارها اليوم. الحربي: معجم المعالم ٣٩.
(٣) خطرانية: لم أقف على تعريف لها.
(٤) البلاذري: الأنساب ٤/ ١١٩.

<<  <   >  >>