للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبهتهم، وفيه إساءة لبعض القبائل من قبل هشام وأنه رغب بالمضرية على اليمنية، وهي لا تحاكي دهاء هشام وقدرته على سياسة الدولة، فهو بذلك عاجز عن اختيار رجل من دولته يصلح لولاية خراسان.

ثم أورد كلمة انفرد بها ويبدو أنها من تعليقه وهي قوله: (وكان هشام يبغض اليمانية، وكذلك سائر بني أمية) وهذا التعليق يختصر سبب إيراده مثل هذه الرواية.

وقد أورد الطبري رواية أخرى يمكن أن نستأنس بها، وهي أن يوسف بن عمر أمير العراق كتب إلى هشام يستشيره بمن يولي خراسان، وذكر له أسماء رجال قد رشحهم لها ومن بين تلك الأسماء نصر بن سيار وكان في آخر الكتاب وأكثر من ذكر أسماء القيسية له، ثم علل بعدم ذكر نصر في أول الكتاب بأنه ليس له عشيرة بخراسان، ففهم هشام بأن ذلك منه ترشيح للقيسية، فأمر بتولية نصر بن يسار وكتب له كتابا منه قوله: (فلم يقل من عشيرته أمير المؤمنين) (١)، فكأن الأمر أصلًا يشار به إلى نصر بن يسار وأراد يوسف بن عمر أن ينحِّيه عنها.

* تولية أبي مسلم أمر خراسان:

[٢٢٧]- (وإن سليمان بن كثير، ولاهز بن قرط، ومالك بن الهيثم، وقحطبة بن شبيب أرادوا الحج، فخرجوا مع الحاج متنكرين حتى أتوا مكة، وقد وافاها في ذلك العام إبراهيم بن محمد الإمام، فأخبروه بما اجتمع له الناس بخراسان. وقد كانوا حملوا إليه ما بعثت به إليه الشيعة. فقالوا: قد حملنا إليك مالًا. قال: وكم هو؟ قالوا: عشرة آلاف دينار، ومائتا ألف درهم. فقال: سلموه


(١) الطبري: التاريخ ٧/ ١٦٥

<<  <   >  >>