للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* خالد القسري بعد عزله:

[٢٣١]- (وإن خالدًا كتب إلى هشام يستأذنه في الخروج إلى طرسوس (١) غازيًا متطوعًا، فأذن له هشام في ذلك، فسار حتى وافى طرسوس فأقام بها مرابطًا. وإن رجلًا من أهل العراق كان يتلصص، ويكنى أبا المعرس، قدم من الكوفة نحو أرض الشام، في جماعة من لصوص الكوفة، حتى وافوا مدينة دمشق، فكان إذا جنّه الليل أشعل في ناحية من السوق النار، فإذا تصايح الناس، واشتغلوا بإطفاء الحريق، أقبل في أصحابه إلى ناحية أخرى من السوق، فكسر الأقفال، وأخذ ما قدر عليه، ثم هرب.

فدخل كلثوم بن عياض القسري (٢) على هشام، وكان معاديًا لخالد بن عبد الله، وهو ابن عمه، فقال لهشام: يا أمير المؤمنين، إن هذا الحريق لم يكن بدمشق، وقد حدث، وما هو إلا عمل محمد بن خالد بن عبد الله القسرى (٣) وغلمانه.

فأمر هشام بطلب محمد بن خالد، فأتوه به، وبغلمان له، فأمر بحبسه، وحبس غلمانه. وبلغ ذلك خالدًا، وهو بطرسوس، فسار حتى وافى دمشق، فنزل في داره بها، وغدا عليه الناس مسلمين، حتى إذا اجتمعوا عنده قال: أيها الناس، خرجت غازيًا بإذن هشام وأمره، فحبس ابني وغلماني، أيها الناس، ما لي


(١) طرطوس: بلد بالشام مشرفة على البحر قرب المرقب وعكا. الحموي: معجم البلدان ٤/ ٣٠.
(٢) والصحيح من اسمه كلثوم بن عياض القشيري بدل (القسري) ولي دمشق لهشام بن عبد الملك، ثم غزا المغرب فقتل هناك. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٥٠/ ٢١٧. قلت: وقد ساق له ابن عساكر في تاريخه بعض الخطب ما يدل على علمه وفضله.
(٣) محمد بن خالد بن عبد الله القسري، غلب على الكوفة ودخل في أمر بني العباس، وقد أمره المنصور على المدينة سنة ١٤١ هـ، وأمره بالقبض على محمد بن عبد الله بن حسن، ففشل في القبض عليه، فعزله المنصور وحبسه وحاسبه سنة ١٤٤ هـ. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٥٢/ ٣٨٤.

<<  <   >  >>