للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولهشام؟ والله ليكفن عني هشام يسميه في كل مرة باسمه ولا يقول: أمير المؤمنين أو لأدعون إلى عراقي الهوى، شامي الدار، حجازي الأصل، إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (١)، ألا وإني قد أذنت لكم أن تبلغوا هشامًا.

وبلغ هشامًا ذلك فقال: خرف أبو الهيثم، وأنا حري باحتماله، لقديم حرمته، وعظيم حقه، فأقام خالد بن عبد الله بمدينة دمشق عاتبًا لهشام، مصارمًا له، لا يركب إليه، ولا يعبأ به، وهشام في كل ذلك يحتمله، ويحلم عنه) (٢).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٣) والطبري (٤) من طريق الهيثم بن عدي وهو ضعيف.

• نقد النص:

هذه الرواية الضعيفة أعطت تصورًا باطلًا عن معاملة هشام بن عبد الملك وعامله المعزول خالد بن عبد الله القسري، وما يزيد في بطلانها أن خالدًا لما عُزِل ذهب إلى هشام، ومعنى ذلك أنه أَمِنَه ولم يحدث شيئًا حتى يخافه، ولو كان العكس لما أحب قربه، ثم إن خالدًا ظل بحماية هشام ولم يقتل إلا بعده، وهنا وقفة، وهي أن لخالد أعداء، فلذلك كثرت الافتراءات حوله، ولم يتمكنوا منه لمعرفة هشام بولائه.

ونلاحظ أن جملة ما ساقه صاحب الكتاب من أخبار حول هشام تدور على خفته، وعدم تبصُّره بأمور الحكم، وأنه يصدِّق كل ما يقال حوله، وما يُنَمُّ له


(١) إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، الإمام، كان بالحميمة، عهد إليه أبوه بالأمر، قال ابن سعد: (توفي في السجن، سنة إحدى وثلاثين ومائة). الذهبي: السير ٥/ ٣٧٩.
(٢) الأخبار الطوال ٣٤٤، ٣٤٥.
(٣) الأنساب ٩/ ١٠٢.
(٤) التاريخ ٧/ ٣٥٤.

<<  <   >  >>