للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

غريمه يوسف بن عمر بعد أن ضمن له المال، وهو مطلب يوسف كما مر بنا في خلافة هشام، ولكن لم يقدر على ذلك إلا بعد موته. وكان ذلك في سنة خمس وعشرين ومائة (١).

ويَرِدُ هنا تساؤلٌ!، وهو: مَنْ هو خالد؟ ولماذا هذا المصير المؤلم، الذي ناله من بني أمية، مع ما ذُكِرَ من بلائه لهم؟.

كان خالد بن عبد الله من أوفى رجال بني أمية، وله مناقب كثيرة ليس هذا مجال حصرها، وقد ساق شيئًا منها ابن كثير ثم ختم بقوله: (فإنّه كان قائمًا في إطفاء الضلال والبدع - كما قدمنا - من قتله للجعد بن درهم، وغيره من أهل الإلحاد، وقد نسب إليه صاحب العقد أشياء لا تصح؛ لأن صاحب العقد كان فيه تشيّعٌ شنيعٌ ومغالاة في أهل البيت) (٢).

ومع أن بلاءه مع بني أمية إلا أنه أصابه منهم شر؛ ولذلك نجد أن البلاء الذي أصابه يشبه البلاء الذي أصيب به سعيد بن جبير، عندما أسلمه إلى الحجاج ليقتله، وقد كان الحجاج غريمه - كما سبق لنا من قصته -، فلم يمت حتى لقي نفس المصير، فقد أسلمه الوليد إلى يوسف بن عمر غريمه أيضًا ليقتل فسلط الله عليه، مثلما تسلط على سعيد بن جبير.

* مقتل الخليفة الوليد بن يزيد:

[٢٣٥] (فأنشأ الوليد بن يزيد:

ألم تهتج فتذكر الوصالا … وحبلًا كان متصلًا فزالا

بلى، فالدمع منك له سجال … كماء الغرب ينهمل انهمالا


(١) خليفة بن خياط: التاريخ ٣٦٢.
(٢) البداية والنهاية ١٠/ ٢٣.

<<  <   >  >>