للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فدع عنك ادكارك آل سعدى … فنحن الأكثرون حصًى ومالا

ونحن المالكون الناس قَسْرًا … نسومهم المذلة والنَّكالا

ونوردهم حياض الخسف ذلًا … وما نالوهم إلا خبالا

وطئنا الأشعرين بكلِّ أرضٍ … ولم يك وطؤنا أن يستقالا

وكندة والسكون قد استعاذوا … نسومهم المذلة والخبالا

شددنا مُلكنا ببني نزار … وقوَّمنا بهم من كانَ مالا

وهذا خالد فينا قتيلًا … ألَا مَنعوهُ إن كانوا رجالا

ولو كانت بنو قحطان عُرْبًا … لما ذهبت صنائعه ضلالا

ولا تركوه مسلوبًا أسيرًا … نحمله سلاسلنا الثقالا

ولكن المذلة ضعضعتهم … فلم يجدوا لذلتهم مقالا

فلما سمع من كان بأقطار الشام من اليمانية هذا الشعر أنفوا أنفًا شديدًا، فاجتمعوا من مدن الشام، وساروا نحو الوليد بن يزيد، وبلغ الوليد مسيرهم، فأمر بمحمد بن خالد بن عبد الله فحبس بدمشق.

وأقبلت اليمانية، وخرج إليهم الوليد بمضر مستعدًّا للحرب، فالتقوا، واقتتلوا، وأثخنت اليمانية القتل في مضر، فانهزمت مُضَر، وأخذوا نحو دمشق، ودخل الوليد قصره، فتحصن فيه، وأقبلت اليمانية حتى دخلت دمشق، وأخرجوا محمد بن خالد من محبسه، ورأسوه عليهم، فأرسل محمد بن خالد إلى ابن عم الوليد بن يزيد، وهو يزيد بن الوليد بن عبد الملك، فجاء به، فبايعوه جميعًا، وأرسل إلى أشراف المضريين، فبايعوه طوعًا وكرهًا، وخلعوا الوليد بن يزيد، فلبث مخلوعًا أيامًا كثيرة، وهو خليع بني أمية، فقام يزيد بن الوليد

<<  <   >  >>