للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البلاذري: (كانت ولايته سنة وشهرين وأيامًا، ويقال: سنة وثمانية أشهر والأول أثبت، وقتل في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة) (١).

وليس لنا أن ننفي كل ما قيل عنه، ولا أن نثبته دون سند صحيح، ولكن يسعنا أن نحكم عليه بما نقل لنا من الأحداث من بعده، فنجد أن السب والتوبيخ يَطَاله ويسلم من بعده ويمدح وهو يزيد بن الوليد أو ما يسمى بيزيد الناقص (٢)، ومثل ذلك ما ذكره صاحب الكتاب أنه هو من وضع العطاء للناس، وما ذكرنا سابقًا عن الوليد يثبت عكس ذلك، فالذي وضع العطاء وزاد الناس الوليد بن يزيد، والذي سمي بالناقص وأنقص عطاء الناس هو يزيد بن الوليد، ولعل المراد من ذلك إثبات صلاح الأخير، وفسق الأول ليتسنى البسط

فيه.

هذا خبر قتل الوليد بن يزيد على يد ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك.

والحديث عن الخليفة الوليد بن يزيد وعن أسباب مقتله يطول، ولا يسعني هنا إلا أن أذكر من هو هذا الخليفة، وهل يصح ما نُسب إليه، حتى يتسنى لنا الحكم عليه، لاسيما أن قتله أورث الشرور على من بقي من بني أمية ولم تقم له قائمة بعدها، وخبر مقتله من الأخبار الشائكة في التاريخ الأموي.

وهذه وقفات مع أخباره وسيرته وبعض ما نسب إليه:

- حج بالناس سنة ست عشرة ومائة في خلافة هشام (٣).

وقد ذكر أن سبب تولية هشام له الحج في هذه السنة أنه أراد أن يصرفه عن ندماء اتخذهم لشرب الخمر، وأنه حمل معه كلاب وخمر ليشربه على ظهر الكعبة.


(١) الأنساب ٩/ ١٨٥.
(٢) وإنما سمي بالناقص لنقصه الناس الزيادة التي زادها الوليد لهم. الطبري: التاريخ ٧/ ٢٦١.
(٣) الطبري: التاريخ ٧/ ٩٨.

<<  <   >  >>