للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والذي ورد في ذلك أن مروان بن محمد لم يكن راضيًا عما فعله يزيد بالوليد في قتله الوليد بن يزيد وأخذ الحكم منه، ثم رضي بعدما أقره يزيد على عمل أبيه محمد، فبعث ببيعته مع وفد فلما مات يزيد بن الوليد ردهم من منبج (١).

فلما ولي إبراهيم جمع مروان الجيوش وأقبل إلى دمشق، والتقى بجيش إبراهيم بقيادة سليمان بن هشام، بمكان يسمى عين الجر (٢)، فهزمهم مروان، وقبل دخول مروان بن محمد دمشق، قتل أبناء الوليد وهما الحكم وعثمان من قبل يزيد بن خالد القسري ومن معه، ويذكر أن معهما يوسف بن عمر، ثم دخل مروان دمشق وبويع له بالخلافة، ثم إن إبراهيم طلب الأمان فأمنه (٣).

والسبب في قتل أبناء الوليد أن يزيد بن خالد ومن معه خافوا من مروان أن يولي أحدهما، فينتقما من قتلة أبيهما فقرر قتلهم (٤).

ومما سبق يفهم أن مروان بن محمد لم يقتل إبراهيم، وأنه أمَّنَه، وليس كما وهم صاحب الكتاب.

وكذلك عبد العزيز بن الحجاج لم يقتله مروان، بل يروى أن قتله كان قبل دخول مروان إلى دمشق، وأن من قتله هم موالي الوليد بن يزيد (٥)، وقيل: أهل دمشق (٦)، وقيل: إن أبا محمد السفياني (٧) وضع عشرة آلاف درهم لمن


(١) الطبري: التاريخ ٧/ ٣٠٠.
(٢) عين الجر: عين تخرج من جبل في موضع معروف بين بعلبك ودمشق، وتعرف اليوم بعين جر. الحموي: معجم البلدان ٤/ ١٧٧. محمد علي: الرحلة الشامية ٥٩.
(٣) خليفة بن خياط: التاريخ ٣٧٤، البلاذري: الأنساب ٩/ ٢٢٤، الطبري: التاريخ ٧/ ٣١١.
(٤) الطبري: التاريخ ٧/ ٣٠٢.
(٥) الطبري: التاريخ ٧/ ٣١١.
(٦) خليفة بن خياط: التاريخ ٣٧٣.
(٧) زياد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب القرشي الأموي، من وجوه بني حرب، له دار بدمشق في ربض باب الجابية، وجههه الوليد بن يزيد حينما بلغه خروج يزيد بن الوليد، ثم أخذ وحبس بالخضراء إلى أن قدم مروان بن محمد فأطلقه، ثم حبسه بحران ثم أطلقه، وبعد ذلك خرج بقنسرين ودعا لنفسه فهزمه عبد الله بن على فهرب ولم يزل مستخفيًا حتى قتل بالمدينة. ابن عساكر: تاريخ دمشق ١٩/ ١٥٣.

<<  <   >  >>