للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يأتي برأسه فثار الناس عليه فقتلوه (١)، والمشهور أن من قتله هم موالي الوليد، وهم من أهل دمشق، وسبب ذلك لأنه هو من قام بمهمة قتل الوليد بن يزيد، وهو من قاد الجيوش ضده وحاصره (٢).

والسبب الذي جعل مروان بن محمد يرشح نفسه للخلافة، ما روي عن الحكم بن الوليد (٣)، وهو ولي عهد أبيه الوليد بن يزيد قد قال أبيات من الشعر يوصي بالخلافة من بعده لمروان بن محمد، والذي نقل هذا عنه لمروان أبو محمد السفياني، الذي كان محبوسًا معه، وأخوه في السجن، فلما دخل مروان دمشق بايعه أبو محمد بالخلافة، وأخبره بالأبيات التي فيها الوصية ومنها قوله:

ألا من مبلغ مروان عنِّي … وعمي الغمر طال بذا حنينا

بأني قد ظلمت وصار قومي … على قتل الوليد متابعينا

فإن أَهْلِك أنا وولي عهدي … فمروان أمير المؤمنينا (٤)


(١) البلاذري: الأنساب ٩/ ٢٢٣.
(٢) الطبري: التاريخ ٧/ ٣١١، ابن الجوزي: المنتظم ٧/ ٢٥٩، ابن الأثير: الكامل ٤/ ٣٣٢. ابن كثير: البداية ١٠/ ٢٥.
(٣) الحكم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي، جعله أبوه الوليد وليًّا للعهد من بعده، واستعمله على دمشق، ومن بعده لأخيه عثمان بن الوليد، فلما قُتِل أبيهما حبسا، فلما قدم مروان بن محمد إلى دمشق خاف من اشترك في قتل الوليد والدهما أن يوليهما مروان ثم ينتقما ممن قتله، فبعث إليهما يزيد بن خالد القسري من يقتلهما في الحبس فقُتِلا، ويذكر أنهما جعلا الأمر لمروان بن محمد بعدهما. ابن عساكر: تاريخ دمشق ١٥/ ٨٠.
(٤) الطبري: التاريخ ٧/ ٣١١.

<<  <   >  >>