للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* المواجهات بين نصر والكرماني:

[٢٤٣]- (فأرسل الكرماني إلى نصر: إن كنت تريد المحاربة فأبرز إلى خارج المدينة. فنادى نصر في جنوده من مضر.

وخرج، فعسكر ناحية من الصحراء، وفعل الكرماني مثل ذلك. وخندق كل واحد منهما في عسكره، ويسمى ذلك المكان إلى اليوم الخندقين.

ووجه الكرماني محمد بن المثنى، وأبا الميلاء الربعيين، في ألف فارس، من ربيعة، وأمرهما أن يتقدما إلى عسكر نصر بن سيار.

فأقبلا، حتى إذا قاربا عسكره قال نصر لابنه تميم: اخرج إلى القوم في ألف فارس من قيس وتميم.

فانتخب ألف فارس، ثم خرج، فالتقوا، واقتتلوا، وحمل محمد بن المثنى الربعي على تميم بن نصر، فتضاربا بسيفيهما، فلم يصنع السيفان شيئًا، لكمال لامتيهما، فلما رأى محمد بن المثنى ذلك حمل بنفسه على تميم، فعانقه، فسقطا جميعًا إلى الأرض، وصار محمد فوق تميم، فانحنى على حلقه بالسيف، فذبحه.

وقال نصر بن سيار يرثي ابنه تميمًا:

نفى عني العزاء وكنت جلدًا … غداة جلَى الفوارس عن تميم (١)

وما قصرت يداه عن الأعادي … ولا أضحى بمنزله اللئيم

وفاء للخليفة وابتذالًا … لمهجته يدافع عن حريم

فمن يك سائلا عني فإني … أنا الشيخ الغضنفر ذو الكليم


(١) ذكر البلاذري في الأنساب ٤/ ١٣٤ نحوًا من هذا البيت، وذكر أن نصرًا قاله لما قتل ابنه في
العصبية.

<<  <   >  >>