للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمن قدر) (١).

ذكر البلاذري (٢) نحوًا منها مختصرًا.

• نقد النص:

جاء في هذا الخبر أن إخوة إبراهيم بن محمد خرجوا إلى الكوفة خوفًا على أنفسهم من مروان بن محمد، وهذا السبب ليس له مبرر؛ لأن مروان ليس له أن يأخذهما من غير ذنب، وقد ورد ما يخالف هذا السبب.

فقد روى الطبري (٣) أن إبراهيم بن محمد لما أخذه مروان نعى نفسه لأهله، وأمرهم بالمسير إلى الكوفة، وأوصى بالأمر من بعده إلى أبي العباس، فلما قدموا الكوفة أنزلهم أبو سلمة دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم، وأخفى أمرهم، وكان من أمر أبي سلمة أنه أراد تحويل الأمر إلى آل أبي طالب، فمنعه أبو الجهم ومن معه الذين بايعوا أبا العباس بالخلافة، فدخل في أمرهم أبو سلمة وبايع.

فلذلك نجد أن رواية الطبري أقرب لمجريات الأحداث فلم تعد الحميمة مكانًا آمنًا للدعوة، بعد القبض على قائد الدعوة فيها وصار من الحكمة تغيير الموقع، ثم إن دور أبي سلمة وأبي العباس ليس التلذذ بالطعام في هذا الوقت كما ذكر صاحب الكتاب.

وفي هذا الخبر صَوَّرَ صاحب الكتاب أبا العباس ومن معه من رجال الدعوة بالغفلة عن أمرهم حتى أقبل أبو مسلم وتدارك الأمر بمبايعة أبي العباس، ولم أقف على من ذكر قدوم أبي مسلم في هذا الوقت إلى العراق غيره.


(١) الأخبار الطوال ٣٥٨، ٣٥٩.
(٢) الأنساب ٤/ ١٢٢.
(٣) التاريخ ٧/ ٤٢٤.

<<  <   >  >>