للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجعد بن درهم (١) مولى سويد بن غفلة وقع إلى الجزيرة وأخذ برأيه جماعة، وكان الوالي بها إذ ذاك مروان بن محمد فلما جاءت الخراسانية نسبوه إليه شنعة عليه كما قالوا له: مروان الحمار، وهو مشهور بمروان الفرس) (٢).

وقد رويت أسباب أخرى لتسميته مروان بالحمار، منها: أنهم كانوا يسمونه بالحمار لقولهم فلان أصبر من حمار في الحروب؛ لأنه لا يخف له لبد في محاربة الخارجين عليه، وقيل: إنه سمي بالحمار؛ لأن العرب تسمي كل رأس سنة حمارًا، ولما قارب ملك بني أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار (٣).

وكل هذه التأويلات ليس لها مسوغ، فقد وجد من هو أصبر منه على الحروب ولم يلقب بذلك، ومضت سنون وجاء على رأسها حكام من العرب لم يلقب أحد منهم بذلك.

وهنا وقفة وتساؤل؟ هل يصح تلقيب مروان بالحمار؟ وهل له علاقة بالجعد بن درهم؟ وهل هو من جلب الشقاء والزوال على دولة بني أمية؟.

للإجابة على ذلك نأتي على سيرته وأعماله:

* مروان بن محمد وأعماله:

- تولى مروان بن محمد سنة ١١٤ هـ أرمينية والجزيرة وأذربيجان من قبل هشام بن عبد الملك (٤).


(١) الجعد بن درهم، هو أول من ابتدع القول بأن الله لم يتخذ إبراهيم خليلًا، ولم يكلم موسى تكليمًا، وهذا لا يجوز على الله، كان زنديقًا، قتله خالد بن عبد الله القسري وقال: أيها الناس، ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم، إنه يزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلًا ولم يكلم الله موسى تكليمًا ثم نزل وذبحه، في حدود سنة عشرين ومائة. الذهبي: السير ٥/ ٤٣٣. الصفدي: الوافي بالوفيات ١١/ ٦٧.
(٢) الأنساب ٣/ ٢٨٧.
(٣) الذهبي: تاريخ الإسلام ٨/ ٥٣٤.
(٤) خليفة بن خياط: التاريخ ٣٤٥.

<<  <   >  >>