للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ترى ما قد نزل من الأمر، وأنت الموثوق برأيه، فما ترى؟ قلت: وعلام أجمعت يا أمير المؤمنين؟ قال: أجمعت على أن أرتحل بأهلي، وولدي، وخاصة أهل بيتي، ومن اتبعني من أصحابي حتى أقطع الدرب، وأصير إلى ملك الروم، فأستوثق منه بالأمان، ولا يزال يأتيني الخائف من أهل بيتي وجنودي حتى يكشف أمري، وأصيب قوة على محاربة عدوي.

قال إسماعيل: وذلك، والله، كان الرأي له عندي، غير أني ذكرت سوء أثره في قومي، ومعاداته إياهم، وتحامله عليهم، فصرفت الرأي عنه.

وقلت له: يا أمير المؤمنين، أعيذك بالله، أن تحكم أهل الشرك في نفسك وحرمك؛ لأن الروم لا وفاء لهم، قال: فما الرأي عندك؟.

قلت: الرأي أن تقطع الفرات، وتستقري مدن الشام، مدينة مدينة، فإن لك بكل مدينه صنائع ونصحاء، وتضمهم جميعًا إليك، وتسير حتى تنزل ببلاد مصر، فهي أكثر أهل الأرض مالًا، وخيلًا، ورجالًا، فتجعل الشام أمامك، وإفريقية خلفك، فإن رأيت ما تحب انصرفت إلى الشام، وإن تكن الأخرى اتسع لك المهرب نحو إفريقية، فإنها أرض واسعة، نائية منفردة.

قال: صدقت، لعمري، وهو الرأي، فسار من حران حتى قطع الفرات، وجعل يستقري مدن الشام، فيستنهضهم، فيروغون عنه، ويهابون الحرب، فلم يسر معه منهم إلا قليل) (١).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٢) مختصرًا.

• نقد النص:

هذه الرواية عن إسماعيل لا تصح؛ لأن في سندها الهيثم بن عدي وهو


(١) الأخبار الطوال ٣٥٥، ٣٥٦.
(٢) الأنساب ٩/ ٣١٩.

<<  <   >  >>