للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَبِلَ زيادٌ هذا الكلام أمامه؟ وكيف قَبِلَ معاوية؟ وكيف رضي المسلمون بهذه المخالفة الصريحة من الإمام؟ فهل ضاع الإحساس، وضاع الدين، ولا يزال الصحابة أحياء) (١).

وذكر الغيث (٢) بعد أن استقصى الاستلحاق، أنه لم يقف على رواية صحيحة صريحة العبارة تؤكد اتهام معاوية -رضي الله عنه- بذلك، وأن الاتهام موجه لزياد وأنه هو الفاعل، واستدل بحديث (لما ادَّعَى زياد) بضبط أبي عامر العبدري، بفتح الدال والعين، وبترجمة الأصفهاني لزياد بقوله: (زياد بن سُميّة ادّعى أبا سفيان فنسب إليه) (٣)، ثم ختم قوله مؤكدًا ذلك بهجر أبي بكرة -رضي الله عنه- لأخيه زياد (٤).

قلت: وحتى اتهام زياد لم يثبت؛ لأن الضبط ورد ما يخالفه، والأصفهاني لم يسند الخبر، وحلف أبو بكرة -رضي الله عنه- ليس هذا موضعه، وقد سبق بيانه في نقد هذه الرواية.

أما تبرئة زياد من هذا الاستلحاق:

- أن هذا الاستلحاق جاء سنة أربع وأربعين للهجرة (٥)، أي بعد دخول زياد في أمر معاوية -رضي الله عنه-، ولم أقف على رواية صحيحة تثبت تورط زياد بهذا الاستلحاق.

وهذا الأمر يجعلنا نطرح أسئلة منها لماذا هذا التوقيت؟ ولماذا أثير حول


(١) التاريخ الإسلامي العهد الأموي ٤/ ٢٢.
(٢) خالد بن محمد بن عبد الله الغيث، الأستاذ المشارك في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم التاريخ والحضارة الإسلامية، له من الكتب مرويات سيف بن عمر في تاريخ الطبري عن استشهاد عثمان -رضي الله عنه-، ومرويات خلافة معاوية -رضي الله عنه- في تاريخ الطبري، ووقفات هادئة مع أشرطة التاريخ، وجواهر القرآن الكريم. المصدر: موقع جامعة أم القرى. https:// uqu.edu.sa
(٣) معرفة الصحابة ٣/ ١٢١٧.
(٤) الغيث: مرويات خلافة معاوية ٣٧٦.
(٥) خليفة بن خياط: التاريخ ٢٠٧. الطبري: التاريخ ٥/ ٢١٤.

<<  <   >  >>