للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدّثنا زهيرٌ (١)، قال حدّثنا أبو روقٍ الهمدانيّ (٢)، قال حدّثنا أبو الغريف (٣)، قال: كنّا مقدّمة الحسن بن عليٍّ اثني عشر ألفًا بمسكنٍ مستميتين تقطر سيوفنا من الجدّ على قتال أهل الشّام وعلينا أبو العمرو، قال: فلمّا أتانا صلح الحسن بن عليٍّ ومعاوية كأنّما كسرت ظهورنا من الحزن والغيظ، قال: فلمّا قدم الحسن بن عليٍّ الكوفة قام إليه رجلٌ منّا يكنّى أبا عامرٍ فقال: السّلام عليك يا مُذلَّ المؤمنين، فقال: (لا تقل ذاك يا أبا عامرٍ، ولكنّي كَرِهت أن أقتلهم طلب الْمُلْك أو على الْمُلْك) (٤).

هذا أحسن ما روي من كلام الحسن -رضي الله عنه- وفيه رده على سفيان بن الليل، أما ما جاء به صاحب الكتاب، في هذه الرواية فلا يصح عن الحسن -رضي الله عنه-؛ لأنه عدول عن هدفه في الصلح، وهو الذي مدحه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد تكرر مثل هذا الكلام منه في وصف الحسن -رضي الله عنه- بأنه عدل إلى الصلح، واضطر إليه بسبب أنه لم يجد من يقاتل معه، وذلك في حديثه عن الصلح كما سبق.

والمتمعن في فيما ذكره صاحب الكتاب في هذه الرواية والتي قبلها يؤكد تشعيه، فهو يصرف الأحداث لصالح ما يعتقده ولو بالكذب.

[١٦]- (ثم خرجنا من عنده، ودخلنا على الحسين، فأخبرناه بما رد علينا، فقال: صدق أبو محمد، فليكن كل رجل منكم حلسًا (٥) من أحلاس


(١) زهير بن معاوية بن حديج، ثقة ثبت، من السابعة، مات سنة ١٧٤، وولد سنة مائة. ابن حجر: التقريب ٢١٨.
(٢) أبو روق، عطية بن الحارث الهمذاني، صدوق، من الخامسة. ابن حجر: التقريب ٣٩٣.
(٣) أبو الغريف، عبيد الله بن خليفة، صدوق رمي بالتشيع، من الثالثة. ابن حجر: التقريب ٣٧٠.
(٤) المصنف ٧/ ٤٧٦.
(٥) الحلس، كساء على ظهر البعير، وجمعه أحلاس، وحلس بيته: إذا لم يبرحه. الفيروز: القاموس المحيط ١/ ٥٣٨.

<<  <   >  >>