للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد حدث من حجر بعض الاعتراضات، وذلك في فترة تولي المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- على الكوفة، وكان المغيرة -رضي الله عنه- يسعه بحلمه، ويصفح عنه ويتودده.

-وقد ذكر الطبري (١) السبب نفسه، الذي جاء عند البلاذري في الرواية السابقة، ثم ساق أسبابًا أخرى لاعتراض حجر، وتتلخص هذه الأسباب بأن معاوية -رضي الله عنه- حين ولَّى المغيرة -رضي الله عنه- أوصاه بسبِّ علي -رضي الله عنه- على المنبر، فكان المغيرة -رضي الله عنه- يفعل ذلك، وينكر عليه حجر، ولا تصح هذه الأسباب؛ لأنها جاءت بسند فيه رواة ضعاف كذابين، منهم هشام بن محمد الكلبي (٢)، وأبو مخنف.

وحجر هذا ممن جعل الصلح ملزمًا له في حياة الحسن -رضي الله عنه- (٣)، فلما توفي الحسن حصل منه ما حصل مما أدى لقتله، أما السبب الذي أدى إلى مقتله، فهو موقفه مع زياد بن أبيه وفيه روايتين هما:

الأولى: ما ذكره ابن سعد (٤) بدون سند، وهو أن زيادًا لما وَلِيَ الكوفة، كان يعرف حجرًا حق المعرفة، فأخذه وحذره، وخوفه من إراقة دمه إن أحدث شيئًا لا يرضاه، ورغبه في مجلسه وقضاء حاجاته، فلما خرج جاء إليه إخوانه من الشيعة وقالوا له إن زيادًا لم ينصفك، وأنت شيخنا وأخذوا يجتمعون إليه، فسأله نائب زياد على الكوفة وهو عمرو بن حريث، عن هذه الجماعات التي معه، فرد أنها تنكر ما أنتم عليه، فأرسل إلى زياد وكان بالبصرة إن كان لك حاجة في الكوفة فأقدِمْ، فَقَدِمَ زيادٌ وأرسل من ينهاه عن ذلك فأبى، فأقام عليه زياد الشهود


(١) التاريخ ٥/ ٢٥٣.
(٢) ضعيف سبقت ترجمته
(٣) ذكر ذلك د. خالد الغيث في كتابه مرويات خلافة معاوية -رضي الله عنه- ١٦٩.
(٤) الطبقات ٦/ ٢١٨.

<<  <   >  >>