للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

حجر، وكادت أن تقوم فتنة (١).

أما محاولة احتواء الموقف، فقد ذكر ابن سعد (٢) والبلاذري (٣)، أن زيادًا بعث إلى حجر بن عدي جماعة تنهاه عما هو عليه، منهم جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-، وعدي بن حاتم الطائي -رضي الله عنه- (٤)، ولكن لم يستجب لهم.

- وأما الطبري (٥)، وصاحب الكتاب كما سبق، فقد ذكرا أن زيادًا طلب من محمد بن الأشعث أن يأتيه، بحجر بن عدي، فطلب محمد بن الأشعث من جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- وعدي بن حاتم -رضي الله عنه- ومن معهم أن يأتوا زيادًا ويكلموه في أمر حجر وألا يفعل به شيئًا، وأن يبعث به إلى معاوية -رضي الله عنه- فيرى فيه رأيه، فوافق زياد.

فكتب زياد إلى معاوية -رضي الله عنه- بذلك كله، وأشهد عليه الشهود، وكتب شهادتهم وبعث بحجر ومن معه إلى معاوية -رضي الله عنه-، وبلغ عدد الشهود سبعين رجلًا، وأمر بهم معاوية فقتلوا في مكان يقال له: مرج العذراء (٦)، وكان عددهم ثلاثة أو أربعة عشر رجلًا، قتل نصفهم (٧).


(١) الطبري: التاريخ ٥/ ٢٥٧.
(٢) الطبقات ٦/ ٢١٨.
(٣) الأنساب ٥/ ٢٤٧.
(٤) عدي بن حاتم بن عبد الله بن الحشرج الطائي، أبو طريف، ولد الجواد المشهور، أسلم في سنة تسع، وقيل عشر، كان نصرانيًّا قبل إسلامه، وقد ثبت على الإسلام زمن الردة وأحضر صدقة قومه إلى أبي بكر، وشهد فتح العراق وسكن الكوفة، مات بعد الستين وقد عمر طويلًا قيل عمر ١٢٠ هـ وقيل: ١٨٠ هـ. ابن حجر: الإصابة ٤/ ٣٨٨.
(٥) التاريخ ٥/ ٢٦٣.
(٦) مرج العذراء: أو عذراء بلدة من ظاهر دمشق الشمالي بطرف الغوطة، وتسمى اليوم عدراء. البلادي: معجم المعالم الجغرافية ١٩٩.
(٧) ابن سعد: الطبقات ٦/ ٢١٩، والطبري: التاريخ ٥/ ٢٧٢.

<<  <   >  >>