وكلمة أخيرة: إن هذا الكتاب نفيس ومهم في تخصصه بمدينة مالقة، إضافة إلى أنه يقدم لنا "معلومات تفصيلية أدبية وعلمية وتاريخية كثيرة عنها، ويصوّر لنا جوانب شتى من الحياة الأدبية فيها مثل المجالس الأدبية والمعارضات الشعرية والعلاقات التي تربط بين الأدباء. والكتاب واحد من مصادر أندلسية قليلة وصلتنا واختصت بالتعريف بأعلام مدينة بعينها، كما فعل لسان الدين بن الخطيب في زمنٍ تال عندما ألف "الإحاطة في أخبار غرناطة". وقد أورد السخاوي في كتابه "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ" أسماء طائفة من الأندلسيين الذين ألفوا كتباً في التعريف بأعلام مدن أندلسية بعينها. وقد ضاع أكثر هذه الكتب ولم يصل إلينا منها سوى عددٍ قليل (١) .
وأكرر القول، فأشيد بما كان للأستاذ د. صلاح جَرّار من عمل جاد ومخلص في هذا التحقيق، كما أشير بأن الكتاب سيصدر مرة أخرى هذه السنة بتقديم وتخريج وتعليق الصديق الكريم د. عبد الله المرابط الترغي ـ وهو من أساتيذ كلية الآداب في تطوان ـ عن دار الغرب الإسلامي ببيروت ودار الأمان بالرباط، تحت عنوان: "أعلام مالقة المسمّى الإكمال والإتمام في صلة الإعلام بمحاسن الأعلام من أهل مالقة الكرام أو مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار فيما احتوت عليه مالقة من الأعلام والرؤساء والأخيار وتقييد ما لهم من المناقب والآثار" تأليف أبي عبد الله بن عسكر وأبي بكر بن خميس.
ولنا وقفة قادمة معه للموازنة بينه وبين تحقيق د. صلاح جَرَّار.