بجيشين من حام وسام وها هنا ... رخاخ وفرزان وجرد سوابح
تكبرن عن حمل السلاح إلى الوغى ... فأرماحها ألبابنا والقرائح
ومنهم:
[١١٠- عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش ابن عباد بن عمرو بن أسلم]
انب عمر بن عطاف بن نعيم. هو الأمير المعتضد بالله ابن القاضي أبي القاسم ابن عباد. أقام بمالقة مدة في أيام يحيى بن حمود أمير المؤمنين, وذلك أن القاسم بن حمود لما خرج إلى قرطبة بلغه أن أهل إشبيلية قد خاطبوا يحيى بن حمود, فعزم القاسم على الخروج إليهم, وأن يعطي دورهم للجند ويأخذ أموالهم. وكان بعض إخوان القاضي حاضرا, فأعلمه بذلك. فقرأ القاضي الكتاب على أهل إشبيلية, فقال: ما ترون. فذهب أحد أعيانهم وأتى بتخت عظيم فيه ثياب, وبمال كثير, وقال: عندي كذا وكذا من قمح وشعير وزيت أذب به عن مالي ونفسي. فأجمع أهل البلد معه على ذلك, واجتمع مال كثير, فثقف عند أمناء. ثم أمر بالمنادي: من أراد العطاء والراتب فليأت. فاجتمع الجند, وغلق العبيد أبواب القص, فخرق الباب الكبير منه ودخل عليهم, فأمنوا, وأخرج العامل, ووجه عيال القاسم له إلى قرطبة. فنظر في الخروج إليهم. وخاطب أهل إشبيلية يحيى إلى مالقة, ووصل إليهم, وقال لهم: تعطوني البلد, فقالوا له: نعم, لكن على أن لا تدخل إلينا. خذ الجباية والسكة والخطبة. فقطع ثمارهم واغتاظ عليهم. فلما لم يقدر معهم على أمر, صالحهم على ذلك, وطلب منهم رهانا. فأعطاه القاضي ولده عبادا. فكان عنده بمالقة, فلعب في بعض الأيام مع ابن يحيى على الصهريج, فدفع ابن يحيى, فمات في الصهريج. فأرادت أمه قتله, فأبى يحيى, وصرفه لأبيه, بعد أن كان يحيى قد قدم القاضي على عمل إشبيلية. فهذا كان سبب دخول عباد المتقدم الذكر إلى مالقة.