[١٦٥- شاكر بن محمد بن الحسن بن محمد بن كامل الحضرمي]
يكنى أبا الحسين, ويعرف بابن الفخار, وهو خال الأستاذ أبي بكر بن دحمان. وكان أبو الحسين رحمه الله من جلة الطلبة ونبهائهم, كان ذكيا لوذعيا عالي الهمة شريف النفس كريما. وكان رحمه الله أديبا شاعرا. كان كثير الصحبة لأبي علي بن كسرى. نقلت من خط الفقيه أبي عمرو بن سالم قال: حدثنا أبو الحسين, قال: حضرنا بقرية ذكوان, ومعنا الكاتب أبو علي بن كسرى في موضع على أحد الأنهار بها, وفيه حيتان تسبح فقطعنا مادة الماء عنه حتى نضب, وبقيت الحيتان دون ماء, ثم نزلنا في وسط ذلك النهر نشرب فيه, فما رأيت منظرا أبدع منه وكان معنا فتى جميل. فقال أبو علي بن كسرى:
شربنا مع الحيتان في يبس النهر ... وما كان يرجى ذاك في سالف الدهر
فقال شاكر: فقال أبو علي بن كسرى:
وما نقلنا فيه سوى نبت شطه ... وما فرشنا فيه سوى الرمل والصخر
ولاحت به شمس الندامى بريهة ... فكان هو الثاني لمنفلق البحر
قال شاكر: فقلت:
فكيف ترى إقلاع صب متيم ... أتاه الهوى من حيث يدري ولا يدري