أيوب سليمان بن داود بن عمثيل رضي الله عنه, رواية له عن بعض شيوخه, أن رجلا من الصالحين رأى يحيى بن أكثم القاضي رحمه الله في المنام فقال له: ما فعل الله بك. قال أوقفني ربي تبارك وتعالى بين يديه, وقال لي: يا شيخ السوء, لولا شيبتك لأحرقتك بالنار. قال: فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه. فلما أفقت قلت: ما هكذا يا رب حدثت عنك. فقال تبارك وتعالى: ما حدثت عني, وهو أعلم بذلك. فقلت: حدثني عبد الرزاق بن همام الصنعاني, عن معمر بن راشد, عن محمد بن شهاب الزهري, عن أنس بن مالك, عن نبيك محمد صلى الله عليه وسلم, عن جبريل, عنك يا عظيم, أنك قلت: ما شاب لي عبد في الإسلام شيبة فأعذبه بالنار. قال: فقال الله تبارك وتعالى: صدق جبريل, وصدق نبيي محمد, وصدق أنس بن مالك, وصدق محمد بن شهاب الزهري, ومصدق معمر بن راشد وصدق عبد الرزاق بن همام الصنعاني, أنا قلت ذلك, انطلقوا به إلى الجنة. قال يحيى: يا لها من فرحة. جعلنا الله من أهل الجنة بمنه وكرمه.
ومنهم:
[١٦٠- سليمان بن عمثيل بن يحيى بن أحمد بن داود العاملي]
يكنى أبا أيوب, من وجوه مالقة وذوي الشرف والأصالة فيها, قديم الحسب معلوم التعين, يرجع بيته إلى عاملة النازلين برية. وهو على ما ألفيت في بعض التعاليق: سليمان بن داود بن عبد السلام بن عمثيل بن عكار بن قيدون بن شرف بن خزيمة بن زياد بن شمر بن بشر بن حي بن عوف بن مالك بن قاسط بن الزاهر بن عاملة بن سبأ الأكبر بن يشجب بن عابر بن قحطان بن يعرب بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح, وهو آدم الصغير صلى الله عليه وسلم. وشمر المذكور في هذا النسب هو الداخل (إلى) الأندلس. وكان أبو أيوب سليمان المتقدم الذكر, معدودا في طلبة مالقة ونبهائها. ولي القضاء بجهاتها مدة. وناب عن والده بمالقة أيام كونه