بالوثائق, سريع القلم سهل الألفاظ, مشتغلا بصنعة التوثيق. وكان رحمه اله مسارعاً إلى الخير, حافظاً لكتاب الله عز وجل, مداوماً عليه, قائماً كثير المعروف والصدقة. وكان الفقيه الزاهد أبو الحجاج لبن الشيخ رحمه الله صاحباً له, وكثيراً ما كان يوجه له المساكين والفقراء, فيرفدهم ويقضي حوائجهم. وتوفي رحمه الله في حدود الثمانين وخمسمائة. ورثاه الفقيه الزاهد الخطيب أبو محمد عبد الوهاب بن علي رحمه الله برثاء. منه: [مجزوء الكامل]
إيهٍ بنيه وأهله ... حاشاكم مما يشين
أنتم عيون للورى ... ولسوف ترمقكم عيون
كي تقتدي بكم وبال ... حركات منكم والسكون
فارضوا وإلا فاصبروا ... فالصبر أحسن ما يكون
لا تبطلوا أعمالكم ... لا تخسروا العلق الثمين
فشهادتي أن كان مي ... تكم أخا فضلٍ ودين
وقد كان الأستاذ أبو علي ذكره إلى أهل سبته فقال فيه: ذكي يزري في ذكائه بإياس, وفقيه يعد بما عنده من الفقهاء الأكياس. وهو ممن نال بدهائه باسمه من التخ عليه أمره ويهتف, لأنه يعلم ما يوصله إلى مآربه وسياسة. ينادي باسمه من التخ عليه أمره ويهتف, لأنه يعلم من حيث تؤكل الكتف. رأس في صناعة التوثيق حتى نال من نفعها أوفي نصيب, وورد موردها العذب ورتع (في) مربعها الخصيب. ومنهم:
[١٤- محمد بن عبد الله بن ذمام]
يكنى أبا عبد الله كان شيخاً جليلاً من أهل الفضل والدين. أستاذاً في