[١١٦- عزيز بن محمد بن عبد الرحم]
يكنى أبا هريرة. فقيه بمالقة وما والاها منذ خمسين عاما, معروف الخير, مشهرو الفضل, لا متراء فضله وتقدمه. وله روايات عن بكر بن حماد من حديث وغيره, وعن علاء بن عيسى وأخطل بن رفدة, وعبد الملك بن حبيب وابن محمد العاملي, وعن ابن بدرون الجزيري. وله أوضاع معروفة, منها كتاب كنه كيفية الإيمان, والرد على أهل الكتاب من الكتاب. وكان بيده كتاب كريم من أمير المؤمنين عبد الرحمن بن محمد, أطال الله بقاءه, توسل إليه بطاعته, وتضرع إليه بخالص بصيرته. ونسخة الكتاب: من عبد الرحمن أمير المؤمنين إلى محمد بن قاسم, سلام عليك, فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو. أما بعد: فإن عزيز بن محمد من ساكني مالقة رفع إلى أمير المؤمنين يمن بطاعته وما كان أيام الميل عليه من خالص البصيرة, والحض على جهاد الكفرة المتصدين إلى حصن مبشتر وغيره, وذكر كبر سنه وضعف بدنه وسأل الكتب إليك في حسن الوصاية والحيطة له, وحمله له على ضيعة بقرية شارس, وقرية بلجيلش على ما لم يزل عليه فيها من الجزية. فأجابه أمير المؤمنين فيما سأل, وأسعفه فيما رغب, إذ تحقق عنده ما وصف به نفسه, واستبان لديه فيما سأل, وأسعفه فيما رغب, إذ تحقق عنده ما وصف به نفسه, واستبان لديه جميل مذهبه وحسن طريقته. فأحسن الوصاة به في جميع أسبابه ونفذ له ما عهد إليك به في أمره, واصرف كتاب أمير المؤمنين إليه ليكون ظهيراً بيده, وشرفا لعقبه, إن شاء الله, والله المستعان, والسلام عليك ورحمة الله.
وكتب مغيرة يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثمائة. ذكر قصته صاحب التاريخ.
ومنهم:
[١١٧- عروة بن محمد بن عبادة بن ماء السماء]
كان فقيها خطيبا فاضلا بمالقة. كتب إليه عبادة يوصيه بالتحفظ من الناس:
لا تطمئن إلى أحد ... وإذا فعلت فلا تعد