نظرت إلى القسي فقلت مهلاً ... سؤال لا تمل الأذن سمعه
أرى من أم منكم رمي سهمٍ ... ليوقعه بمن قد رام قمعه
يوري بالرجوع إلى وراءٍ ... ويسرع للمواجه أي سرعه
فقلت: مهٍ, ألست أخا حروبٍ ... ألم تسمع بأن الحرب خدعه
ومن شعره يذم أبناء الزمان:[كامل]
عجباً لأبناء الزمان وحالهم ... ما منهم للدهر غير مساعد
إن جاد, جاد جميعهم وتسارعوا ... لمراده وقتال كل معاند
وإذا رأوه سطا على من قد سطا ... صانوه واتبعوا سبيل الذائد
وشعره رحمه الله كثير وموجود بأيدي الناس. وسأذكر من شعره في باب عيسى في مكاتبة بينه وبين أبي الأصبغ بن عياش.
ومنهم:
[٦٢- صفوان بن إدريس]
يكنى أبا البحر. أصله من مدينة مرسية. واجتاز على مالقة, وأقام بها مدة, وأخذ عنه بها من شعره كثير. ثم انتقل إلى مراكش فأقام بهامدة. وهذا المذكور من فحول شعراء الأندلس, وأدبائها شاعر مفلق وكاتب بارع, تضرب ببراعة كتبه الأمثال. وله رسائل عجيبة ومقامات غريبة, وأشعار رائقة. نقلت من خط أبي عمرو بن سالم قال: أنشدني أبو البحر صفوان لنفسه بمالقة عند توجهه إلى الحضرة من شعره: [كامل]
يا حسنة والحسن بعض صفاته ... والسحر مقصور على حركاته