للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم:

[٥٥-المنذر بن رضى الرعيني]

يكنى أبا الحكم. أصله من بسطة, وانتقل منها إلى الموحدين في أول أمرهم ووفد عليهم فتلقوه بالبر والإكرام لمكانه من الحسب, وبراعته في الأدب. وأقطعوه إقطاعاتٍ بمالقة, فاستوطنها. وكان رحمه الله جليلاً كاتباً بليغاً شاعراً. وصفه ابن أبي العباس فقال: مجرر ذيولٍ كسحبان, ومالك أزمة البيان, إلى بلاغةٍ تربي على بلاغة إبراهيم بن هلال, وبراعةٍ توقف عليه صفة العلم والكمال, وذكاءٍ كذكاء إياس, وفهم يحل كل مشكل واقتباس. ومن شعره في صفة قينة: [مخلع البسيط]

وقينةٍ تستبيك حسناً ... كمسك دارين إذ تشم

ألذ في الكف منها ثدي ... تطعن في الصدر إذ تضم

وله في صفة راقصة. ورأيت ابن أبي العباس نسبها لعبادة, والصحيح أنها للمنذر: [منسرح]

راقصة لا تحس وطأتها ... تخالها في الخفوف كالطيف

تنقل أقدامها على عجلٍ ... كأنما رقصها على سيف

ومن شعره في طول الليل: [كامل]

في ليلة وصلت بأخرى مثلها ... لا ينقضي إظلامها إصباحا

تبدو النجوم بها وتخفى تارة ... تحت الغيوم كما أجلت قداحا

ومن شعره وكتب بها إلى أبي محمد ابن أبي العباس: [كامل]

أأضام والجار الأمين منيع ... ويراع في كنف الكريم مريع

<<  <   >  >>