يكنى أبا عبد الله جليل القدر شريف النسب ولي قضاء مالقة وكان له بها عقب ثم انتقل إلى غرناطة وعقبه بها في شرف ونباهة إلى الآن وبمالقة بعض عقبه وكان قديما من أهل مالقة وبها كان أسلافه ثم وقعت بينه وبين حسون منازعة فخرج بسببهم فارا إلى غرناطة ثم سار إلى مراكش في أول أمر الموحدين فسكن بها ومنها ولي قضاء مالقة ومنهم:
[١١- محمد بن غالب الرصافي]
أبو عبد الله فحل الشعراء ورئيس الأدباء أصله من بلنسية واستوطن مالقة واتخذها دار إقامة إلى أن توفي بها رحمه الله يوم الثلاثاء التاسع عشر لشهر رمضان المعظم سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وكان رحمه الله ساكنا وقورا ذا سمت وعقل وكان رفاء يعمل بيده ويقصده رؤساء الكتاب والشعراء يأخذون عنه ويسمعون منه. وحدثني الفقيه أبو عمرو بن سالم رحمه الله ومن خطه نقلت قال حدثني الوزير الحسيب أبو الحسين شاكر ابن الفقيه الأديب أبي عبد الله بن الفخار المالقي رحمه الله قال: ما رأيت في عمري رجلا أحسن سمتا وأطول صمتا من أبي عبد الله الرصافي
وحدثني صاحبنا الفقيه أبو عبد الله بن عمار الكاتب بمحضر الأديب أبي علي بن كسرى قال كان الفقيه أبو عبد الله الرصافي من أعقل الناس وكان رفاء فما سمع له أحد من جيرانه كلمة في أحد وكان بإزائه أبو جعفر البلنسي وكان رحمه