ولما قطع الآن إليك منها زريزيز له أبداً بالثناء عليك صفير قص جناحه فهو نحوك حاذف وحسن صاحبه فكل قلب عليه عاطف رجوت أن تعيده وافر الجناح صافرا يذكرك في الغدو والرواح.
وكلامه رحمه الله كثير وتوفي بمالقة في شهر شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ومنهم:
[٨- محمد بن عبد الله بن فطيس]
يكنى أبا عبد الله من أهل مالقة كان طبيبا ماهرا وأديبا شاعرا وكان في أيام بني حسون يخف عليهم ويلج عندهم وله فيهم أمداح كثيرة يحكى أنه دخل يوما على القاضي أبي مروان بن حسون بعد انقطاع عن زيارته فعتبه القاضي على انقطاعه فاعتذر له ثم أنشد:
يا حامى من علاه تاجا ... ومن سنا وجهه سراجا
لو كان زوري عديل ودي ... لكنت من بابك الرتاجا
إن لم يعرج عليك شخصي ... نفسي وروحي عليك عاجا
ومن شعره رحمه الله تعالى:
يا نازح الدار نائي البلد ... وخالدا في الفؤاد والخلد
إن قدر الله بالتقائك بي ... لا عدت في البين آخر الأبد
وله رحمه الله تعالى:
أيا سرب القطا سربي مروع ... ومن والاه قد والى انتزاحا