[٦٠- صالح بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن مسلمة الأنصاري]
يكنى أبا التقي, ويعرف بابن المعلم. كان رحمه الله من أهل الطلب البارع والمعرفة والاجتهاد يتصرف في فنون من النحو والآداب وغير ذلك. وكان نبيهاً ذكياً يميل إلى طريق الرواية أخذ عن شيوخ جلة, كالأستاذ أبي محمد القرطبي, وأبي علي الرندي, وأبي محمد بن حوط الله, وأخته أبي داود, وكأبي الخطاب بن واجب, وجماعة. وكان رحمه الله من أهل الأدب لكن لم أقف له على شعر. حدثنا صاحبنا الفقيه الزكي ولد أبي التقي صالح المذكور, قال: كنت في وقت أدرس كتاب الزكاة من الموطأ, فأطلت القراءة ليلة من الليالي حتى غلبني النوم, فكنت أرى والدي رحمه الله جالساً معي, فكنا نتحدث في القراءة والطلب, وكنت أقول له: هل عملت قط شعراً, فكان ينشدني:[طويل]
وقفت أمام الحي أرصد غفلة ... أساعد طرفي تارة وأناظر
فإن غفل الواشون عنا تكلمت ... حواجبناً عما تكن الضمائر
قال: وكان يقول لي: هي على سفر من سيبويه مقيدة. قال: فنظرتها فوجدتها كما ذكر. وتوفي رحمه الله في يوم الأربعاء ضحوة الرابع والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وستمائة.