[١٦٨- هشام بن فلان الدعي]
هو الذي ادعى أنه هشام المؤيد أمير المؤمنين. وتسمى هشام الدعي, المؤيد. وكان سبب ذلك خفاء أمير المؤمنين بقرطبة, فإنه لما قام عليه ابن عمه محمد بن عبد الجبار المتلقب بالمهدي, ورأي أن الأمر قد تم له بقرطبة وأن الخلافة باسمه, وكان المؤيد معه في القصر, أخرجه وأسكنه في دار الحسن بن يحيى, وأظهر للناس ميتا يقال إنه كان نصرانيا, وكان يشبه المؤيد هشاما, ومات النصراني, فمثله للناس وموه عليهم, وأدخل الوزراء وأهل الخدمة عليه فلم يشكو أنه المؤيد. فغسل وكفن, وصلي عليه. ثم إنه أظهره بعد ذلك حين غلب سليمان بن الحكم, ودخل قرطبة وقتل هشاما المؤيد على ما ذكره ابن حيان وصححه.
وقال ابن أبي الفياض وغيره: إنه لم يقتله وإن الفتيان الذين شهدوا لعلي بن حمود بموته, إنما كان ذلك خوفاً منه, حتى إن عبد الرحمن المقرئ, وكان من شيوخ قرطبة, قال: كنت حاضرا, فلما رأيتهم قد صححوا موت المؤيد, خرجت باكيا, فلقيني الفتى الذي شهد بذلك, فقال لي: وما يبكيك؟ فقلت: موت المؤيد. فقال لي: والله إنه لحي, وإني لأعلم الناس بحياته وبحيث هو, وإنما شهدت بما رأيت خوفا على نفسي. هكذا ذكر ابن أبي الفياض وصححه.
فعند ذلك ظهر هشام الذي ادعى انه المؤيد, ونزل بمالقة, ومنها انتقل إلى المرية. وكان نزوله في سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
قال المظفري في كتابه: إن خيران العامري بينما هو في المرية, إذ أتاه قوم فقالوا له: هشام المؤيد أقبل من المشرق, وهوب رابطة عمر. وأعلم بصفته وحاله, فأعطاه شيئا, وأخرجه من بلده. ومشى إلى غافق. فلما أجمع ابن عباد على خلع طاعة العلويين, أرسل عنه القاضي وأدخله القصر وبايعه أهل البلد قال ابن حمادة في تاريخه: إنما كانت مخاطبة يحيى المعتلي باديس بن حبوس, والبزالي, لما بلغه أنهم بايعوا الدعي الذي ادعى أنه المؤيد هشام.
قال: وقال ابن أبي الفياض: زهر هشام بألمرية في يوم الاثنين لسبع خلون من