للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ترجعوا. فلما انصرفوا خاطب بعض رجال يحيى لأبي عبد الله, وقالوا له إنه في نفر قليل. فأكثر من الضرب عليه حتى ينصرف عنك. فخرج أبو عبد الله وإسماعيل ابن القاضي محمد بن عباد, فضربوا على قرمونة, وكان يحيى يشرب, فسمع الحركة, فقال ما هذا, قيل له: خيل طرقت من ابن عباد, فقال: جاءت الغنم للجازر. فربوا الفرس. فكلما راموا إمساكه بسبب سكره, لم يقدروا. فخرج والكمائن معدة لأخذه, ففروا من أمامه, وتبعهم. فلما بعد, انقضت الخيل عليه, فرأى ما لا طاقة له به, فقاتل حتى أثخنته الجراح, فوقع عن الفرس, وقطع رأسه, وذلك سنة سبع وعشرين وأربعمائة. ذكره ابن حمادة في تاريخه, وجمع قصته.

ومنهم:

[١٧٠- يحيى بن ...]

ومما قيد عن أبي زيد الفازازي رحمه الله قال: أنشدني صاحبنا الفقيه الأجل القاضي أبو إسحاق بن القصير أكرمه الله, قال: أنشدني الفقيه الكاتب أبو زيد لنفسه بيتا في الغيرة وهو:

أغار عليك من غيري ومني ... ومنك ومن مكانك والزمان

حدثني رحمه الله, قال: حدثنا الشيخ الزاهد أبو عمران بحمص, قال أنشدنا أبو إسحاق بن حبيش, قال: كنت قاعداً مع القاضي أبي بكر بن العربي في يوم جمعة بعد خروج الإمام للصلاة فإذا بفتى من أبناء الروم قد سلم وبيده شمعة وعقد. فلما رآه القاضي أبو بكر أنشد سريعا من قوله رحمه الله:

وشمعة تحملها شمعة ... يكاد يطفئ نوره نورها

لولا نهى نفسي نهى غيها ... لقبلته وأتت عارها

<<  <   >  >>