يكنى أبا عبد الله. ولي أعمال مالقة في سنة ثمانين. واستمرت ولايته ودامت إلى نحو الستمائة. وقد كان خلال ذلك نقل إلى إشبيلية, وبقي ابنه أبو زكريا مشتغلاً بمالقة. ثم عاد إلى مالقة آخر عام ستمائة. وولي بعد ذلك مواضع. ثم ولي أعمال فاس, فنفذ الأمر بقتله عند توجه أمير المؤمنين أبي عبد الله الناصر لفتح شلبطيرة. أظن ذلك في سنة ثمان وستمائة. خ م:"إنما قتل في عام تسعة وستمائة. ذكر ذلك الأديب أبو عمرو في بعض تعاليقه". وكان في ولايته جهماً مقداماً على الأمور, كثير النفع والضرر. وكان عالي الهمة في المبنى. بنى بمالقة مواضع فخمة, بقيت الآن منها قنطرة بين الربض والمدينة عام تسعين وخمسمائة. ثم تهدمت بعد ذلك, فابتدأ بناء الأخرى, وأكملها ابن حسون بعده. وتهدمت أيضاً. وكان معتنياً بالكتب, جمع منها ما لم يجمع غيره. وانتفع به شيخنا الأستاذ أبو محمد رضي الله عنه, فإنه كان ينبهه عليها, فيعتني بها حتى يحضرها, فينتفع بها الأستاذ, إما بنسج, أو بمقابلة, رحم الله جميعهم. ومنهم:
[١٩-محمد بن جعفر بن أحمد بن حميد]
يكنى أبا عبد الله. كان أستاذا ًجليلاً عارفاً بصناعة النحو والقراءة, من أهل الفضل والديانة. وولي القضاء.
قال الأستاذ الجليل أبو علي الرندي رحمه الله: لقيته بمالقة, وأجازني في شعبان سنة خمس وسبعين وخمسمائة. روى عن أبي القاسم بن الأبرش, وعن أبي