[١٦٧- هشام بن عبد الله بن أصبغ بن أحمد ابن أبي العباس]
يكنى أبا الوليد, وهو جد الفقيه الأديب أبي العباس أصبغ. وكان رحمه الله جليل المقدار, فقيها نبيها حسيا, كاتبا بليغا شاعرا مجيدا. وصفه حفيده في كتابه فقال فيه: ناظم ناثر, وحامل علوم ومآثر, وخطيب محافل ومنابر. فرعت رواسي البدائع قدمه, وأزرى بآيات الشمس فهمه, وقصر بوشيج السمر قلمه. كتب يوما إلى القاضي ابن أدهم يشفع في شخص أن يجعله إمام البادية:
يا سيدي الأعلى وعلقي الأغلى ومعضدي الأوفى, لا زال جانبك يحاط ويعفى, ويكلأ ويكفى, الفقيه أبو محمد الذكواني, دعاه إليكم من وطنه قدر يستفز ويستخف, وأمل يند ويرف, وأيكة لعل غضارتها لا تجف. وهذا أمر لله مقدوره, واقفا عليه أني تم صدوره. وقد أرشده الرواد إليك, وعقدت آماله عليك. وطريقته نزيهة, ومكانته بالتصاون وجيهة. ولعله يصادف كرامة منجد, وإمامة مسجد, فيحط الرحل ويلقي عصا التسيار, ويستند إلى كرم الجوار, ويستبدل جيرانا بجوار, ودار بدار. لا زلت تعقد أملا, وتكشف وجلا, وتجمع أشتات البر كملا, إن شاء الله تعالى والسلام.