منه دفعاً عن الكريم ودباً. والله يمتع بمكانك, ويبقيك واسطة في جيد زمانك, بمنه وفضله, والسلام مني ورحمة الله وبركاته.
وشعره رحمه الله, وكتبه ومكانه من العلم بحيث لا يخفى, فلا معنى للإطالة فيه.
ذكر أخوه أصبغ وفاته فقال: وتوفي أبو محمد رحمة الله عليه وغفرانه, وروحه وريحانه, وهلال سماء الفتوة وقاد, وصباح اقتباله صقيل الصفحات والأبراد, في ليلة الثالث من رجب الفرد (عام) اثنين وستين وخمسمائة.
ومنهم: ٦٧- عبد الله بن الرية المالقي يكنى أبا محمد. وصفه أبو العباس بن أصبغ فقال: شاعر مجيد, وعقد يزهى به الجيد. حل من زهر العلوم محل السنان من العامل, والزبرقان من المغازل, وتمت به غرر المحامد, (فقام) مقام الصلة بالعائد. قال الفقيه أبو العباس بن أصبغ: مرت جارية يوماً على فتى من فتيان مالقة ونبهائها, فسألها متى يكون اللقاء, فوعدته بأن تصل عنده في المغرب, فوصلت إلي في الموعد, فصادفت أباه قد وصل من سفر, فحار الفتى وخجل منها. ثم إنه تخلف الجارية في غرفةٍ على باب الدار. قال أصبغ: ما بها أنيس إلا البق والفأر. فجلست الجارية فيها وهي قد دهشت واستطير عقلها, وبقي الفتى مفكرا باكياً من سببها, لا يقدر على الانصراف عن والده. ثم احتال إلى أن وصل إليها. فلما كان في الصباح خرجت الجارية تبكي, وقلبها يضطرب مما دهاها. فاعتذر إليها الفتى, فلم تجبه. فاتصل خبرها بالفقيه أبي