بخطة القضاء: وهل كان ذلك القطر إلا مفرقاً دون تاج ومنارة ً بغير سراج فالآن قد استصبح سناه واتضح لفظه ومعناه ولست أهنئه بالقضاء خطة ولا أعتدها له غبطة ولكن أهنئ بها من تجري عليه قضاياه وأحكامه وتدور عليه دولته وأيامه فمثله من عرف بما قلد ووفق في أموره وسدد فالزهد أيسر شعاره والورع أدنى دثاره فلله ذلك المجد ما أشرق صفحاته وذلك الروض ما أعبق نفحاته.
وله يجاوب الكاتب أبا محمد البزلياني المالقي:
تأملت ما أهديته متفضلاً ... فخلت الذي تهديه دراً مفصلاً
إذا قسته بالدر في حال تقده ... وحققت فيه كان أغلى وأكملاً
معان تريك السحر لفظاً ورقةً ... كما يستبيك اللفظ أول أولا
بخط بديع زانه الوشي زينة ... ينسيك من وشى الربيع المفضلا
أقمت به في ذروة المجد همتي ... وحملتني عبئا من المجد مثقلا
وهي طويلة وله رحمه الله:
أربع بربع الذي تسليك أربعه ... حتى يصيف مصيف ثم مربعه
واغن بمغنى الذي تغنيك غنته ... عن الأغاني غناء الشوق يطبعه
واحلل بمورد رحب حله حرم ... حليت منه فصرف الدهر يمنعه
القد منه قضيب ماس فوق نقا ... ريح الصبا إن مشى خطوا تزعزعه
ولحظه بابلي سحره حور ... في كل قلب له نفث يولعه
والجيد جيد غزال قد رنا جزعا ... إذ مسه ليث عرنين يروعه
ظبي تكامل فيه الدل فهو طلى ... كما تكامل فيه الحُسن أجمعه
لاحت عشاءً على خديه شمس ضحى ... فعنَّ لي يوسفي الحُسن يوشعه