وجدنا غزالا في المجالس قاعدا ... فلما رآنا قام يبغي عذابك
وما كان إلا البدر زرناك فاختفى ... فقلنا متى يا بدر كنا سحابك
فقال ابن خروف:
أيا من ألم على غرة ... نفيت الغرير فنومي غرار
وفيك خلال خدا شية ... رآها الغزال فولى فرار
قال أبو عمرو: وحضر أبو الفضل معنا في مجلس تذاكرنا فيه حديث أبي الحس بن حريق, وأنه يملي في حين واحد شعرا وموضحا ورسالة, فقال أبو الفضل: أنا أفعل ذلك, فطالبته في الوقت, ففعل, وأنجز ما قال. ومما حفظته من ذلك قوله:
يا من به يعنى الكئيب المولع ... قلبي عليك مفطر ومصدع
لو كنت ترحمني وتشفق عاطفا ... ما سال من عيني تلك الأدمع
لو ذقت ما ألقاه من ألم الهوى ... أوسعتني وصلا, ومثلك يوسع
ولو أنني ألقي إليك مشفعا ... لبعته يلقاكم إلى وصال يمنع