وأعتنق الأبطال حتى كأنما ... يعانقني عنهم من البيض ربرب
وفي كل باب قد ولجت لكيدهم ... ولكن أمور ليس تقضى فتصعب
فيا أسفا كم قد أبيت بذلة ... وسيفي ضجيعي والجواد مقرب
وكتب معرضا لأهل بلده:
لو صح عقلك أعط النفس قدوتها ... ولم تكن منبئا بالحقد والحسد
أما الخليط فقد حلوا بأرضهم ... وأنت وسط الفيافي من بني أسد
يا من أتاه معمى ليس يفهمه ... إن النسيجة من أرائك الفسد
أهون بخطب امرئ حلت بضاعته ... من النميمة في أسوافها الكسد
الدين يضرب عنا من يعاندنا ... ضربا يزايل بين الرأس والجسد
وهل يطيق دفاعا عن جوانبه ... من حبله موثق في الجيد من مسد
ما للوحيدي ذنب في سيادته ... إن كنت في جملة الغوغاء لم تسد
ورأى يوما ابنا لأحد إخوانه في بطالة فقال ينهاه:
فديتك أرعني سمعا فإني ... نظمت لك النصيحة في نظام
ولا يوحشك عتب من محب ... فإن الطب يذهب بالسقام
وإن العلم تدرسه صغيرا ... كمثل النقش ثبت في الرخام
أبوك أبوك دينا لا يبارى ... وجدك علمه كالبحر طام
وعمك لم يزل مذ كان يسمو ... إلى العلياء بالهمم السوامي
وأنت فتى كمثل النجم لكن ... يعز علي كونك في ظلام
وكان جالسا عند القاضي أبي علي بن حسون بمالقة في مجلس أحكامه وقد حضر جملة من أعيان مالقة فجاءه رجل فأخبره أن قوماً يعرفون ببني العصري من قرية يرفة وتعرف الآن برذلفة وبنو العصيري بها الآن فأخبروه أنهم سيبوا مواشيهم على غراس وزرع كان له بالقرية المذكورة أو قريبا منها فتناول إضبارة وكتب فيها: