إلى كم أبا بكر نحوم بأنفس ... ظماء إلى عهد الأجيرع أو حمص
كأن لم تزر تلك الربا وكأنها ... عرائس تزهى بالمواشيط لا القص
ولا رنقت تلك الأراكة فوقنا ... فلوت إزار الظل في كفل الدعص
وكانت لنا فيما هناك مآرب ... تطيع الهوى العذري فينا ولا تعصي
ليالينا بالري والعيش صالح ... وظلك عنها غير منتقل الشخص
وما ذكرها لولا شفا من علالةٍ ... تتبعها نفسي تتبع مستقص
وددت أبا بكرٍ لو أني عالم ... وللكون زند ليس يقدح بالحرص
هل الغيب يوماً فارج لي بابه ... فأنظر منه كيف أنسك في حمص
بأزرق سلال الحسام وقد بدا ... يداعب في كأس تحرك للرقص
وما معصم ريان دار سواره ... على مثل ماء الدر في بشرٍ رخص
بأبهج منه في العيون إذا بدا ... ولاسيما والشمس جانحة القرص
خليج كخليط الفجر ينجر فوقه ... ذيول عشياتٍ مزخرفة القمص
وله يصف الدولاب: [مخلع البسيط]
وذي حنين يكاد شجواً ... يختلس الأنفس اختلاسا
إذا غدا للرياض جاراً ... قال له المحل: لا مساسا
يبتسم الزهر حين يبكي ... بأدمع ما رأين باسا
من كل جفنٍ يسل سيفاً ... صار له غمده رياسا
وله رحمه الله يصف جدول ماء عليه سرحة: [كامل]
ومهدي الشطين تحسب أنه ... متسيل من درةٍ لصفاته
فاءت عليه مع الهجيرة سرحة ... صدئت لصفحتها صفيحة مائة