ورام ابن عصفورٍ مداها فلم يخب ... غداة رمى فيها العدا بالمناكب
تخير فاعتاض القرى بالوغى ومن ... غياث صريخ نادبٍ صوت آدب
وأصبح كهف الجود سيباً لواردٍ ... ورياً لظمآن وشبعاً لساغب
وأعيت صفات الأوربي وأعجزت ... لمن رامها من مبعدٍ ومقارب
وحل الحسيب المشرف الواحد الذرى ... فجل علا أعيى عيون المراقب
مكارم (يستهدى بها) من محمدٍ ... كأن بها تندى عيون السحائب
يشرف عمال الزمان فإن غدا ... لهم حجة والاه كل محاسب
وبالمشجي وابن جبارة اغتدت ... أواصر قربي لا تعد لعاصب
هما فرسا ذاك الرهان تقدما ... وجاءا قراناً من أمام السلاهب
وجر أبو بكر الحكيم مفاخراً ... على مفرقٍ الجوزاء أذيال ساحب
سمت همة ابن الرخصة المعتلي بها ... بسعدٍ على ظهر السماكين راتب
وبالعزفي (ذي المهابة) فلتصل ... على كل خطبٍ أو عدو محارب
فتى خلقت من السماحة بنانه ... وريضت به قبل اتصال الرواجب
خلائق لا ترضى سواهم كأنما ... هي البيض أو منهن بيض القواضب
ونفس أبت إلا السماحة والعلا ... وكف أبت إلا ابتذال المواهب
ووجه كأن البدر بعض صفاته ... ولاسيما ظرفٍ لذي الحلم طالب
تفرد بالإحسان والحسن والعلا ... جميلاً محياه كريم الضرائب
أبوه الذي قد سد يوم قضائه ... من الحق صدعاً جل عن كل شاعب
تواضع فازدادت مهابة عدله ... على كل خصمٍ مبطل الحق شاغب