وأبدى أبو بكر بتأليف فكرةٍ ... عجائب شتى شفعت بعجائب
وتاهت بمتيطها أرض سبتةٍ ... وباهت به ما بين بصرى ومآرب
فذاك الذي حاك القريض وصاغه ... لآلئ جلت عن نحور الكواعب
وقلد جيد المجد سلك مفاخرٍ ... وحلى المعالي من حلي المناقب
وإن شمت عضباً من خلال محمدٍ ... فحسبك والدراج غضب المضارب
نفى النوم عنه واتقاها بعزةٍ ... تريك ابتداء عزم سعد بن ناسب
ولله عليا من أبي الحسن إذ حوى ... علي فرجونٍ ذي الخلال الأطايب
وساد ذوي العلياء كهلاً وإذ غدا ... وحيد المعالي يافعاً غير شائب
ومن في العلا والمجد كابني سمرمرٍ ... لصفحة مأثورٍ وصهوة سارب
فهدا كمناع من الشم باذج ... وهذا كهطالٍ من الغيث ساكب
وقد أحرز الأزدي في الأزد رتبة ... تقاصر عنها كل قرمٍ وراكب
وقلد أعمالاً كراماً فعافها ... وجرع منها كل صاب بصالب
وما باح منها بالذي في ضميره ... خشية جورٍ من أميرٍ معاقب
وأضحى ابن عباسٍ إمام زمانه ... كمثل ابن عباس, وتلو ابن غالب
تقي يخاف الله حتى كأنه ... رشداًه عياناً دون سترٍ وحاجب
وكم قد رأى قاضي العلا والتقي أبو ... تميم ولاء النصر ضربة لازب
على أنه أعلى من المجد همة ... وأرحب صدراً من عراض السباسب