للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي رأيه "أن ابن عسكر سمى كتابه "الإكمال والإتمام ... " وأن ابن خميس سمى تتمته لذلك الكتاب "مطلع الأنوار ... " (١) .

وتسمِّي المصادر كتاب ابن خميس: "تاريخ مالقة"، و"التتميم"، و"التكملة" و"أدباء مالقة". أما العنوان المثبت على غلاف مخطوطة هذا الكتاب، فهو: "كتابٌ جُمعَ فيه بعض فقهاء مالقة وأدباؤهم". وهذه كلها تسميات صحيحة لكتاب ابن خميس.

ويؤكد المحقق" أن ما وضعه أصبغ بن أبي العباس وأبو عبد الله بن عسكر وأبو بكر بن خميس هي كتبٌ ثلاثة مستقلة وليست كتاباً واحداً، وإن كان اللاحق منها يتمم السابق. وقد اختار كل واحد من هؤلاء المؤلفين الثلاثة عنواناً لكتابه " (٢) .

ومن الأدلة التي ساقها المحقق على أن ما وضعه ابن خميس هو كتاب مستقل عما وضعه سابقاه:

١ ـ أن ابن خميس قد نقل في كتابه مراراً من كتاب ابن عسكر وكتاب أصبغ. فلو كانت هذه الكتب كتاباً واحداً، لما احتاج ابن خميس إلى تكرار ما ذكره وأورده سابقاه؛

٢ ـ لو كان ما أضافه ابن خميس جزءاً من كتاب ابن عسكر، لما وضع ابن خميس له عنواناً، ولما فرّقت المصادر في نقلها عن ابن خميس وابن عسكر بينهما؛

٣ ـ لو كان ما قام به المؤلفان كتاباً واحداً، لوصلنا بجزئيه أو لضاع بجزئيه. أما أن يضيع الجزءُ الذي وضعه ابن عسكر ويصلنا الجزء الذي وضعه ابن خميس، لذلك دليل على استقلال كل من العملين عن الآخر (١٦) . ويخلص د. صلاح جرَّار من ذلك إلى أن

كتاب "مطلع الأنوار" لابن خميس هو كتاب مستقل عن كتاب ابن عسكر، وإن كان يتمّم ما بدأه ابن عسكر. وإنما قام ابن خميس بتأليف هذا الكتاب، وفاء وتقديراً لخاله وأستاذه ابن عسكر. ويظهر هذا الوفاء لخاله جليّاً من خلال الترجمة المطوّلة التي خصّه بها في كتابه واستغرقت نحو إحدى وعشرين صفحة (٣) ... وهي أطول ترجمة في الكتاب (٤) .

ولم يقف المحقق على ترجمة لابن خميس في أي من المصادر التي رجع إليها في تحقيق هذه المخطوطة. وقد جمع بعض أخباره من خلال كتابه هذا، وبعض الإشارات القليلة جدّاً الواردة في بعض المصادر.


(١) المصدر نفسه، ص. ١٩.
(٢) المصدر نفسه، ص. ٢١.
(٣) المصدر نفسه، ص. ١٦٤ ـ ١٨٤ن رقم ٥٠.
(٤) المصدر نفسه، ص. ٢١ ـ ٢٢.

<<  <   >  >>