ونالها على الكمال والتمام بسببه. ومن شعره رحمه الله: [طويل]
بلنسية بيني عن القلب سلوة ... فإنك روض لا أحن لزهرك
وكيف يحب المرء داراً تقسمت ... على صارمي جوع وقتله مشرك
قال الفقيه أبو البحر صفوان بن إدريس في كتابه المسمى بزاد المسافر, وقد ذكر الكاتب أبا عبد الله بن عياش: اجتمعت به ليلة بمراكش, فقال ابن عياش مرتجلاً [بسيط]
وليلة من ليالي الصفح قد جمعت ... إخوان صدقٍ, ووصل الدهر مختلس
كانوا على سنة الأيام قد بعدوا ... فألقت شملهم لو ساعد الغلس
وله من قصيدة:
أشفارها أم صارم الحجاج ... وجفونها أم فتنة الحلاج
فإذا نظرت لأرضها وسمائها ... لم تلف غير أسنة وزجاج
وأدبه رحمه كثير, ومنصبه شهير.
ووصفه الأديب أبو عبد الله بن مرج الكحل في صدر كتابه الذي جمع فيه شعره, وطرزه باسم الكاتب أبي عبد الله المذكور, بعد أن قال: ولما جنيت ثمر الانقطاع والانحياش, من الرئيس الأوحد أبي عبد الله بن عياش. جمعت شتاته, ووصلت بتاته, فرسمته باسمه, ووسمته بوسمه, وعوذتها من نفثات المتعسفين بسور كرمه, وأمنتها نقد المنتقدين في فناء حرمه, على أني ما نظمت إلا منثوره, ولا ضمنت ألا حكمه المأثورة, عرفت فاعترفت, ونلت حين وردت بحره فاغترفت.