للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لاقتضائه مهارة في الصنع، وحِذقاً في الممارسة، ودِرْبة خاصة في كل نوع من أنواعه، فالخياطة فنٌّ بهذا المعنى، وكذلك النّجارة، والحِدادة، والزّراعة، وسائر ألوان الحِرَف والصناعات بلا استثناء. " (١) .

وفي التعبير المشهور لكلمة (الفن) ، " فقد أطلقت الكلمة على الفنون التعبيرية واستأثرت بها دون سواها عند الإطلاق، مثل فنون الشّعر والغناء والموسيقا والتصوير والرقص، وذلك لارتباطها في الأصل بعنصر الجمال دون الغايات النفعية(٢) حيث جاء في المعجم المفصّل: "إن الفنون الإبداعية قد أمسَتْ وحدها في لغة الفكر تستأثر بمصطلح الفن، لأهدافها المعنوية، وغايتها الجمالية السامية " (٣) .

وقد شاع أيضاً اصطلاحاً أن الفن هو: "التعبير الذي يُتَّخذ مادة وسيطة كي يعبّر الفنان بوساطتها عن انفعالاته الجمالية، سواء لما يشاهده في الطبيعة أو لما يراه في الخيال، بعين الفكر، كي ينقله إلى الآخرين " (٤) فإذا وصل الفنّان إلى غايته بمادة اللّغة كان شعراً، ومتى اتخذ الأنغام مادةً له كان موسيقى، أو جمع بينهما كان غناءً، وحين يسعى للتعبير بمادة الخطوط والألوان كان رسماً، وإذا كانت


(١) المعجم المفصّل في اللغة والأدب، إميل بديع يعقوب وميشال عاصي، دار العلم للملايين، بيروت، ١٩٨٧م، ص ٩٥٦.
(٢) حكم ممارسة الفن، صالح الغزالي، مرجع سابق ص ٢٩.
(٣) المعجم المفصل في اللغة والأدب، إميل بديع يعقوب وميشال عاصي، مرجع سابق، ص ٩٥٦.
(٤) الأصول الجمالية للفن الحديث، حسن محمد حسن، دار الفكر العربي، ص١٤٥-١٤٦.

<<  <   >  >>