كذلك يحاول الفن غرس مفهوم خاطئ في عقول شباب أمتنا الإسلامية، إذ حصر عبادة الله في كبار السن فقط أو في من تجاوز سن الشباب، أما الشباب فيُترك لهم العنان لتحقيق ملذاتهم الدنيوية تامة غير منقوصة، ثم أمّلهم الفنّ بالتوبة بعد تقدم السن، جازماً لهم بقبولها بحج أو عمرة، ضامناً لهم الحياة المديدة التي تتحقق بها شهواتهم جميعها.
فكثيراً ما تجد انفصالاً حاداً في التفكير والنظرة إلى الحياة بين الآباء والأبناء، بمعنى أن الأب في الفيلم هو الذي يصلي في المسجد ويقرأ القرآن ويذكر الله، أما الشاب ففي وادٍ آخر، وادي الملذات والشهوات، مع أن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم قد ذكر الشابّ الصالح من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله بقوله صلى الله عليه وسلم «وشاب ينشأ في عبادة ربه»(١) . بل إن دعوة الإسلام بأكملها قامت على كواهل الشباب، وإن المستقرئ لحياة الصحابة رضي الله عنهم يعلم يقيناً أن غالبهم كان من الشباب، والمعلوم في الأمم الجادة أن دورة الإنتاج المعنوي والحسي في آنٍ معاً تكون معتمدة اعتماداً شبه تام على عنصر الشباب فيها.
والتطرف والتعصب:
حمل الفن راية المعاداة للمتدينين المتمسكين بالإسلام عقيدة وشريعة، وأخذ أهله يروّجون بإخلاص تام لما استجد مؤخراً من
(١) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب الأذان، باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد، برقم (٦٦٠) ، ومسلم؛ كتاب: الزكاة باب: فضل إخفاء الصدقة، برقم (١٠٣١) .