(٤) وهي كذلك تنمي عقدة النقص في شخصية المشاهد العربي، لما يراه من التقدم الذي أحرزه الغرب، حتى إنه ليصاب بالإحباط أحياناً.
خامساً: العولمة والإعلام والفن:
ليست العولمة أمراً جديداً بل هي قديمة قِدم التاريخ، إلا أنها كانت سابقاً تأخذ حيزاً من الثقافات والسياسات المتنوعة، كما كانت محصورة ضمن أقاليم محدودة متجاورة، فقد كان كل إقليم يحاول التأثير على الإقليم الآخر ثقافياً وسياسياً وعسكرياً، لذلك فقد كانت الأقاليم المتقاربة أكثر تجاذباً وتفاعلاً إيجاباً أو سلباً من الأقاليم المتباعدة.
إلا أن مفهوم العولمة اليوم لم يعد مقتصراً على إقليم دون آخر، بل العولمة في هذا العصر تعني تعميم كل شيء ثقافي وسياسي واجتماعي.. وعلى كل دول العالم دون استثناء.
لذلك فقد دأبت الدول الكبرى على الهيمنة على صناعة السينما العالمية فصدّرت الكثير من أفلامها. "ولو ألقينا نظرة سريعة على ما تعرضه أكثر التلفزيونات العربية لراعنا ما يعرض فيها ولرأينا العجب العجاب؛ إذ إن معدل ما يعرض من الأفلام الأجنبية في أكثر هذه الدول هو فيلم واحد أو أكثر في اليوم على أقل تقدير، ناهيك عن المسلسلات والسهرات والبرامج الترفيهية"(١) .
إن تصدير الأفلام الغربية إلى الدول الإسلامية لم يكن يوماً لأجل كسبٍ مادي فقط، وإنما لأجل هدف معنوي خطير، وهو: