للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تغريب الشعوب الإسلامية وهدم معتقداتها وتضليلها، ومن ثَمَّ صياغتها صياغة غربية تتوافق مع منطلقات وتوجهات الغرب بعيداً عن شريعة الله الخالدة، وعندئذٍ تترسخ التبعية التامة للغرب.

وقد أشار إلى هذا الهدف الخبيث المستشرق وليم جيفر بلجراف حين قال: "متى توارى القرآن ومكة والمدينة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يندرج في سبيل الحضارة الغربية ". بل إن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي دعا في أحد كتبه إلى تصدير نمط الحياة الأمريكية كالجينز وموسيقا البوب والجاز والهمبرغر وغيرها إلى بلاد العالم، وذلك كجزء من حرب الحضارة الغربية ضد الحضارات والثقافات الأخرى. وهي الأمور التي أشادت بها مجلة أمريكية مرموقة مثل تايم، وعدّت أنها أحسن ما في أمريكا وأفضل ما قدمته للعالم (١) .

ويقول الدكتور عدلي رضا في أطروحته عن التلفزيون المصري: "إن ما يُقدَّم فكرياً من خلال دراما المسلسلات يجعلنا تحت سيطرة الغزو الفكري، حيث إن أغلب ما يقدّم هو أعمال أمريكية في قالب مصري".

ويقول بخصوص الاستيراد: "تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول التي تعتمد عليها مصر في استيراد الأفلام والمسلسلات حيث تبلغ نسبتها ٩٢.٧٧% من حجم المستورد" (٢) .

ومن هنا أخذ الغرب وأتباعه يصنعون ممثلين ومخرجين عالميين لتلبية متطلبات التغريب، وقد موّلوا كثيراً من الأفلام التي تخدم


(١) مجلة المجتمع، العدد ٨٢٥.
(٢) مجلة المجتمع، العدد ٨٢٥.

<<  <   >  >>