للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت هذه بدايات المسرح العربي الذي أُسس بأيد نصرانية، رسمت اتجاهه الفكري التغريبي، وبات ينفث سمومه حتى يومنا هذا، ولا أدّل على ذلك اليوم من تلك المسرحيات الهابطة موضوعاً وتمثيلاً، وما فيها من إسفاف واستخفاف بالعقول، وانحراف بها عن الفكر الموضوعي السليم وعن القيم الدينية والأخلاقية.

وما المسرحيات الكوميدية - غير المضحكة! - لعادل إمام ونظيره سمير غانم إلا تجسيد لهذا التوجّه، حيث يتم في أغلبها الهزء بالقيم الإسلامية كاحتجاب المرأة المسلمة، ووقار العلماء، وغير ذلك كثير (١) .

[جـ - الفن على شاشات التلفزة]

اتسم التلفاز العربي بتقديم برامج متنوعة عديدة في إطار فني، حيث احتلت هذه البرامج مساحات واسعة من البث (مقابلات مع فنانين وفنانات- مسلسلات- مسرحيات- أفلام وأغاني) وغيرها من البرامج ذات الاهتمام الفني التي ملأت الدنيا وشغلت الناس.

هذا الكمّ الهائل من البرامج الفنية يدعونا للتساؤل بحق عن الأسباب الكامنة وراء هذا الاهتمام الخاص بالفن في التلفزيونات العربية، ولعل من أهم هذه الأسباب:

(١) أن الإعلام المرئي ينساق وراء رغبات شريحة قليلة من أفراد الأمة لها تطلعات فنية، فيحقق لها ذلك بما يُعرف بالمنوعات وغيرها، حتى إنه قد تبنّى هذه التطلعات الفنية وجعلها محور سياسته الإعلامية.


(١) مصداق ذلك - لو شئت - مسرحيات: (الواد سيد الشغال) ، و (جحا يحكم المدينة) وغيرها.

<<  <   >  >>